كان الأتراك في المنطقة من الحكام ..وكانت السلطة التركية تطال معظم
المنطقة ..ليس تسلطاً فقط بل بحنكة الأتراك السياسية العتيقة التي كانت
ناجحة جداً وقدرت على حكم المنطقة بكل راحة ولمدة زمنية لا يستهان بها تقدر
بمئات السنين .. وقد بدأ الحكم العثماني في عام 1516 عندما سيطرت جيوش
السلطان سليم الأول على لبنان وعلى المناطق الجبلية من سوريا وفلسطين، وعهد
بإدارة هذه المناطق لفخر الدين الأول وهو أمير من الأسرة المعنية الذي قدم
الولاء للباب العالي. ولقد أزعجت الأتراك محاولاته التي كانت ترمي إلى
التملص من دفع الجزية. فقرروا بسط النفوذ المباشر على البلاد، ولكن ملاك
الأراضي والفلاحيين اللبنانيين على السواء قاوموا ذلك، وفي عام 1544 توفي
فخر الدين في بلاط باشا دمشق مسموما، وكذلك قتل ابنه قرقماز في عام 1585
أثناء قتاله للعثمانيين.
عام 1590 اعتلى فخر الدين الثاني نجل
قرقماز السلطة، وكان سياسيا ماهرا حتى وصف بأنه تلميذ لميكافيلي، حيث كان
يتقنع بأقنعة الدرزية والمسيحية بحسب حاجته، فقام بدفع الجزية للسلطان
وتقاسم معه الغنائم الحربية، فعينه السلطان والياً على جبل لبنان والمناطق
الساحلية التابعة له، وكذلك قسم كبير من سوريا وفلسطين.
وهكذا
بدأت الحكاية ولم تنتهي لمئات السنين ..أما مع أردوغان و بعد أن مر الأتراك
بأوقات عصيبة لم يتراجع دورهم فيها الأساسي في المنطقة ..قد حول تركيا إلى
عملاق من كرتون ..عند اسقاط طائرة حربية له تهذب وأصبح لائقاً دبلوماسياً
بعدما كان يفعوا كالأفعى على حدود سوريا وفي المحافل الدولية لإسقاطها ..
هذا العمل بنظام"صفر مشاكل على الجيران "قد انقلب على الساحر الكاذب أصلاً
لأنه تدخل في شؤون سوريا و اعتدى على كرامتها لأبعد حدود..وكحل أعين
أردوغان بالفشل ..أولست على حق عندما أقول ريتو أردوغان ما كان ؟ !!